#htmlcaption1
لمشاهدة العدد السابق

محافظة الاسماعيلية


محافظة الاسماعيلية

محافظة الإسماعيلية هي محافظة من محافظات القناة بجمهورية مصر العربية ، وعاصمتها مدينة الإسماعيلية  ومحافظها الحالي هو اللواء أحمد القصاص . 
التقسيم الاداري
تنقسم محافظة الإسماعيلية إلى 5 مراكز و7 مدن و91 قرية  ، المراكز والمدن هى:
§         الإسماعيلية 
§         التل الكبير 
§         فايد 
§         القنطرة شرق 
§         القنطرة غرب  
بابالإضافة إلى أحدث مدينتين بالمحافظة وهما:
§         أبوصوير
§         القصاصين

نظرة تاريخية
من حيث النشأة تعتبر الإسماعيلية من أحدث المدن المصرية ، إذ نشأت مع افتتاح قناة السويس ، في عهد الخديوي إسماعيل الذي أخذت أسمه ، وماتزال بعض أحيائها وشوارعها بطرازها الأوروبي وعلى النسق الفرنسي بشكل خاص في هندسة تصميم المدن والتخطيط العمراني تعكس إلى اليوم ، ملامح من مشروعه الطموح بتحديث مصر .

السكان
الإسماعيلية تكونت من خليط شكّلته ثلاث هجرات رئيسية، تدفقت في وقت واحد متزامنة مع افتتاح قناة السويس، وظهور المدينة الجديدة على شاطئ بحيرة التمساح التي كانت بحاجة إلى سكان يصنعون مقومات الحياة اليومية.


·       أولى هذه الموجات كانت قد جاءت مع بداية أعمال حفر قناة السويس من الجنوب والمدن في صعيد مصر، وهؤلاء الذين شاركوا في حفر القناة وسرعان ما وجدوا أنفسهم عقب انتهاء أعمال الحفر، وافتتاح قناة السويس للملاحة الدولية، أمام خيار البقاء، مفضلين ذلك على العودة إلى منابع هجرتهم في صعيد مصر.
·       الهجرة الثانية جاءت من شمال الدلتا وتكونت من الصيادين في المناطق التي تطل على بحيرة المنزلة، والذين وجدوا في المجرى المائي للقناة الجديدة، مورداً جديداً للرزق.
·       وجاءت الهجرة الثالثة من وسط الدلتا، ومن مدينة الزقازيق تحديداً، حيث كانت منذ بداية أعمال حفر القناة المركز الرئيسي الذي يستقبل الفلاحين الراغبين بالعمل في حفر القناة. وبحكم الجغرافيا، التي جعلت الإسماعيلية أقرب مدن القناة إلى مدينة الزقازيق والقرى حولها، فقد ظلت الزقازيق وإلى اليوم تشكل المصدر الرئيسي لكافة الهجرات القادمة إلى الإسماعيلية.
الأهمية الاستراتيجية

الإسماعيلية مدينة حديثة النشأة، إلا أنها مدينة لها تاريخ ، صنعته الموقع الجغرافي الذي فرض على الإسماعيلية دوراً نضالياً متميزاً في التاريخ المصري الحديث والمعاصر ، وعلى الرغم من أنها كانت بحكم نشأتها وبحكم التركيبة السكانية مدينة مفتوحة ، ومنفتحة اجتماعياً وثقافياً – وبالمعنى الحضاري الواسع – إذ كانت نقطة تلاق بين المصريين وعديد من الجنسيات الأجنبية ، وحيث عاش فيها عشرات اليونانيين وأصبحوا من أبنائها ، إلا أنها كانت تتوجه بمشاعر العداء ضد قوات الاحتلال الإنجليزي ، وكان الجندي البريطاني يمثل لأبناء الإسماعيلية " الآخر" المحتل والمعتدي والظالم .

لقد عاش الأجانب وخاصة اليونانيين والفرنسيين والبريطانيين في الإسماعيلية كأنهم من أبنائها، وكان الكثير من المتاجر ومحلات البقالة وبعض المطاعم يمتلكها أجانب يتكلمون العربية كأنهم مصريون. ولم يكن أبناء الإسماعيلية يعاملونهم باعتبارهم أغراباً أو أجانب. الأمر بالنسبة للإنجليز كان مختلفاً، لأنهم مثلوا دائماً رمزاً للظلم والطغيان والاحتلال الذي كانت معسكراته وثكناته تنتشر على أطراف المدينة من جهاتها الأربع، بل وتجثم على صدور سكان المدينة وفي قلبها. من هنا، لم يكن غريباً أن تنتفض الإسماعيلية في 8 أكتوبر 1951، تأييداً للزعيم مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر آنذاك، عندما أعلن إلغاء معاهدة 1936، كما أعلن إلغاء الامتيازات الأجنبية، فانطلقت من الإسماعيلية أول إشارة للتأييد الشعبي الواسع الذي أيد قرار الزعيم المصري الكبير، حيث وقعت مصادمات بين قوات الاحتلال الإنجليزي والمتظاهرين، وسقط فيها عدد من. ولم تسكت المدينة ، بل نظمت مظاهرة أخرى في السادس عشر من أكتوبر 1951 ، وفي ميدان السكة الحديد وقعت مصادمات واسعة عندما تصدى العساكر الإنجليز للمظاهرة ، واتسعت الاحتجاجات التي اتجهت صوب ثكنة ( النافي ) أحد مراكز قيادة الجنود الإنجليز في المنطقة ، وراح المتظاهرون يرفعون العلم المصري فوقها ، وواجهها الإنجليز بالبنادق والرصاص ، حيث قتلوا عدداً من الطلاب والمواطنين الذين شاركوا في المظاهرة ، ولجأ الإنجليز إلى تقسيم المدينة ، خوفا من أتساع المظاهرات وانضمام أبناء الأحياء العربية إلى المظاهرة ، وفرضوا طوقاً أمنياً حول حي المحطة الجديدة ، حيث صنعوا عازلاً في شارع الثلاثيني 
( الجمهورية الأن ) بين الحي العربي ، وحي الأفرنج الذي وقعت به المصادمات منعاً لأتساع المظاهرات .
16أكتوبر 1951 هو اليوم الذي انطلقت فيه حركة الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإنجليزي ، بعد أن تأكد للجميع أن طريق المفاوضات وانتهاج السبل السلمية في الحوار مع البريطانيين من أجل الاستقلال " ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً " حسب التعبير الذي أطلقه الزعيم سعد زغلول وأستمر إلى ذلك الوقت – لم يعد مجدياً ومنذ ذلك اليوم ، تدفقت على الإسماعيلية وبقية مدن القناة ، كتائب الكفاح المسلح التي ضمت فدائي من كافة الأطياف السياسية في مصر. وشهدت مدن وقرى كالمحسمة وأبو صوير والقصاصين والتل الكبير معارك " استنزاف " لقوى الاحتلال البريطاني ومعسكراته، وساهم أبناء الإسماعيلية في هذه المعارك، وقدموا أمثلة عديدة لقدرتهم على التضحية والاستبسال في سبيل حرية مصر واستقلالها. وإذ كان 16 أكتوبر 1951 بداية لحركة الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإنجليزي ، فإن يوم 25 يناير 1952 كان ذروة ما وصل إليه هذا الكفاح ، حيث قامت معركة غير متكافئة بين قوات الاحتلال الإنجليزي وقوات الشرطة في مبنى محافظة الإسماعيلية ، عندما طلبت قوات الاحتلال من رجال الشرطة إلقاء بنادقهم وتسليم مبنى المحافظة ، ورفض رجال الشرطة الإذعان للمطلب الإنجليزي وأيدهم في موقفهم وزير الداخلية في ذلك الوقت فؤاد سراج الدين وأستمر حصار القوات البريطانية لمبنى المحافظة يوماً كاملاً ، حيث أصر الجنود المصريون ببنادقهم القديمة على أن يدافعوا عن المبنى ، ورفضوا تسليمه ، وأسفر القتال غير المتكافئ عن سقوط عدد كبير من شهداء رجال الشرطة .
إذن، فقد شاركت الإسماعيلية في الحركة الوطنية المصرية، وتستمر مشاركة أبناء الإسماعيلية – بجميع فئاتهم وشرائحهم الاجتماعية – في النضال والمقاومة، حتى أرغم المصريون الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، على سحب قوات الاحتلال، بعد توقيع معاهدة الجلاء، وتدور عجلة الزمن دورتها، وتتدفق في مجرى النهر مياه جديدة، وعندما تبدأ نذر حرب أخرى وتتصاعد حدة التوتر بين إسرائيل وسوريا، وتتدخل مصر(العربية) دفاعاً عن سوريا، يتجه أبناء الإسماعيلية، رجالاً وشباباً ونساءً وشيوخاً إلى التدرب على حمل السلاح، وتتشكل كتائب المقاومة الشعبية، وتتحول ساحات المدارس إلى مراكز لتسجيل وتدريب المتطوعين والراغبين في حمل السلاح، وأستعد أبناء الإسماعيلية لدور في معركة لم يكتب لهم أن يخوضوها، إذ حسمها الجيش الإسرائيلي في الثامنة والنصف من صباح 5 يونية 1967، وقبل أن تبدأ الحرب. وإلى ذلك راحت قوات الاحتلال الإسرائيلي تستعرض قدرتها، وربما راحت تتسلى بتوجيه فوهات مدافع الهاون والهاوتزر، لتصب قنابلها وقذائفها على المدنيين العزل من السلاح، وعلى البيوت والمستشفيات والمصانع، بل على المساجد والكنائس أيضاً، في مدن القناة الثلاث، وخاصة الإسماعيلية والسويس، جيش نظامي خرج منتصراً في حربه مع ثلاث جيوش عربية، يوجه نيران مدافعه ضد المدنيين الذين لا يفصلهم عنه سوى حاجز قناة السويس. وتكررت الاعتداءات والضربات، التي شكلت إمعاناً في إذلال المصريين، وكسر إرادتهم، وكان من ضحاياها أعداد من المدنيين، أطفالاً ورجالاً ونساءً وشيوخاً، وتهدمت بيوت ومساجد وكنائس ومدارس ومصانع، وكلما مارس الإسرائيليون وحشيتهم، تزايدت أعداد الضحايا، وزادت الخسائر، وبدا أن الإسرائيليون يسعون إلى الاحتفاظ بالمدنيين في مدن القناة، رهائن يضغط بها على اي أمل مصري في المقاومة. وعاش أبناء الإسماعيلية أياماً صعبة، بنهارها ولياليها الطويلة، تحت سطوة الاحتلال الإسرائيلي للأرض المصرية، ولا ينسى أبناء الإسماعيلية اياماً من يوليو وأغسطس وسبتمبر 1967م، لاتزال تحتفظ بها ذاكرتهم، ولا تنسى ذاكرة التاريخ استخدام
الإسرائيليين لأسلحة محرمة وممنوعة دولياً، ضد المدنيين الذين قتلتهم قنابل " النابالم " على الطرق التي تربط الإسماعيلية بمحافظات القاهرة وبورسعيد والشرقية والسويس. وكان لابد لصاحب القرار – الذي صمم على النار، والذي رأى أن ما أخذه الإسرائيليون بالقوة، لن يسترد بغير القوة – أن ينتزع من العدو ورقة الضغط التي يلعب بها، وعقب ضربة قوية لمدينتي الإسماعيلية والسويس في أواخر سبتمبر 1967، أتخذ جمال عبد الناصر قرار بتهجير سكان المدن الثلاث، في إشارة إلى استعداده لحرب طويلة الأمد مع العدو الصهيوني، وبداية حرب التحرير الوطنية. وهكذا .. كان على أبناء الإسماعيلية أن يتركوا الأرض التي عاشوا فوقها أيام طفولتهم، وشهدت ملاعب صباهم، وأحلام شبابهم، وتفرقت الأسر والعائلات، وأنفرط عقد الصداقات، فساحوا في محافظات مصر، من الشرقية إلى الإسكندرية وأسوان، وبقى منهم جماعات من الشباب، تمسك بعضهم بالأرض والمقاومة، عن أيمان حقيقي، ورغبة في أن يكون بقائهم على أرضهم " رسالة " و " رمزاً " للمقاومة، بينما كان البقاء
بالنسبة للبعض تعبيراً عن رغبات وتطلعات " شخصية " ! نحو ست " سنوات " عاشتها الإسماعيلية في شوق لأبنائها الذين انخلعوا عنها، وعاش أبناؤها يعانون أشواق غربتهم بعيداً عنها ، وراح أبناء الإسماعيلية يعبرون عن التجربة التي أطلقت أصواتهم " شعراً " يتفجر حباً للوطن ، صارخاً بالحنين إلى " الأرض " رافعاً راية التحريض على المقاومة ، وتطهير التراب الذي يدنسه الإسرائيليون ، وراح الشعراء يبشرون بيوم النصر الآتي من رحم الهزيمة ، والضياع ، ويطلقون كلماتهم رصاصات وقنابل ، تتوحد مع كلمات الآذان في مآذن المساجد ، وأجراس الكنائس " على هدير المدافع .. عللي الأدان عللي " و " مهما طال الوقت على .. أنا راجع يا إسماعيلية " .. وغيرها من قصائد العامية والأغاني التي عبرت عن روح المقاومة، وراحت تشكل – مع حرب الاستنزاف التي شنها المصريون على مواقع الإسرائيليين في سيناء – فضاءً مصرياً جديداً، تلوح في أفقه علامات عودة " النورس " إلى شاطئ قناة السويس. 
وفي أكتوبر 1973 أتخذ الرئيس الراحل محمد أنور السادات قراره الشجاع بالحرب، وأنطلق أبناء مصر باتجاه الضفة الغربية من قناة السويس، يحررون الأرض التي طالت أشواقهم أليها، وانتصروا ، وعاد أبناء الإسماعيلية إلى أرضهم، وارتفعت رايات النصر على شاطئ قناة السويس، وغنى المطربون والمطربات للسفن التي عادت إلى المرور في القناة، وأعطى أنور السادات إشارة المرور من اليخت الذي اصطحب فيه ابن شاه إيران محمد رضا بهلوي، في يونية 1975، الذي أصبح يوماً أو عيداً وطنياً للإسماعيلية، قبل أن يعود 
" الإسماعيلاوية " إلى يومهم الوطني الحقيقي (ذكرى 16 أكتوبر 1951) الذي اختاروه بإجماع. 
وكما يكون لكل حرب ضحايا وشهداء، ولكل حرب انتهازيون وأغنياء، كان لحرب أكتوبر المجيدة ضحايا وشهداء، وأغنياء وانتهازيون وأثرياء، وكان لها لصوص سرقوا لحظة النصر .. في الإسماعيلية كان هؤلاء وهؤلاء.

Share on Google Plus

About Petroleum Marine Services

0 التعليقات:

إرسال تعليق